وأطيعوا الرسول فان تولوا فإنما عليه ما حمل) قال ما حمل النبي صلى الله عليه وآله من النبوة (وعليكم ما حملتم) من الطاعة ثم خاطب الله الأئمة ووعدهم ان يستخلفهم في الأرض من بعد ظلمهم وغصبهم فقال: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم - إلى قوله - لا يشركون بي شيئا) وهذا مما ذكرنا ان تأويله بعد تنزيله وهو معطوف على قوله: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ".
واما قوله: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم - إلى قوله - ثلاث عورات لكم) قال: إن الله تبارك وتعالى نهى ان يدخل أحد في هذه الثلاثة الأوقات على أحد لا أب ولا أخت ولا أم ولا خادم إلا باذن هذه والأوقات بعد طلوع الفجر ونصف النهار وبعد العشاء الآخرة، ثم أطلق بعد هذه الثلاثة الأوقات فقال: (ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن) يعني بعد هذه الثلاثة الأوقات وقوله: (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة) قال نزلت في العجايز اللاتي قد يئسن من المحيض والتزويج ان يضعن الثياب ثم قال (وان يستعففن خير لهن) اي لا يظهرن للرجال، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج) وذلك أن أهل المدينة قبل ان يسلموا كانوا يعزلون الأعمى والأعرج والمريض وكانوا لا يأكلون معهم وكانت الأنصار فيهم تيه وتكرم فقالوا: ان الأعمى لا يبصر الطعام والأعرج لا يستطيع الزحام على الطعام والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح فعزلوا لهم طعامهم على ناحية وكانوا يرون عليهم في مواكلتهم جناحا وكان الأعمى والمريض يقولون لعلنا نؤذيهم إذا اكلنا معهم فاعتزلوا مواكلتهم فلما قدم النبي صلى الله عليه وآله سألوه عن ذلك فأنزل الله (ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا أو اشتاتا).