وأبي جعفر (عليهما السلام) قالا كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالة في الرجعة لان أحدا من أهل الاسلام لا ينكر ان الناس كلهم يرجعون إلى القيامة من هلك ومن لم يهلك قوله (ولا يرجعون) أيضا عنى في الرجعة فاما إلى القيامة فيرجعون حتى يدخلوا النار وقوله (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون) قال إذا كان في آخر الزمان خرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا ويأكلون الناس ثم احتج عز وجل على عبدة الأوثان فقال (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم - إلى قوله - وهم فيها لا يسمعون) في رواية أبى الجارود عن أبي جعفر (ع) قال: لما نزلت هذه الآية وجد منها أهل مكة وجدا شديدا فدخل عليهم عبد الله بن الزبعرى (1) وكفار قريش يخوضون في هذه الآية، فقال ابن الزبعرى: أمحمد تكلم بهذه الآية؟ قالوا: نعم، قال ابن الزبعرى ان اعترف بها لأخصمنه، فجمع بينهما فقال:
يا محمد أرأيت الآية التي قرأت آنفا أفينا وفي آلهتنا أم في الأمم الماضية وآلهتهم قال صلى الله عليه وآله: بل فيكم وفي آلهتكم وفي الأمم الماضية إلا من استثنى الله، فقال ابن الزبعرى خاصمتك والله ألست تثنى على عيسى خيرا وقد عرفت ان النصارى يعبدون عيسى وأمه وان طائفة من الناس يعبدون الملائكة أفليس هؤلاء مع الآلهة في النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا، فضحكت قريش وضحك وقالت قريش خصمك ابن الزبعرى فقال رسول الله صلى الله عليه وآله قلتم الباطل أما قلت إلا من استثنى الله وقوله: (ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون) وقوله (حصب جهنم) يقول يقذفون فيها قذفا وقوله (أولئك عنها مبعدون) يعنى الملائكة وعيسى