تغرب في عين حمأة - إلى قوله - عذابا نكرا) قال في النار فجعل ذو القرنين بينهم بابا من نحاس وحديد وزفت (1) وقطران (2) فحال بينهم وبين الخروج ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه الف ولد ذكر ثم قال هم أكثر خلق خلقوا بعد الملائكة وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن ذي القرنين نبيا كان أم ملكا؟ فقال: لا نبي ولا ملك بل إنما هو عبد أحب الله فأحبه ونصح لله فنصح له، فبعثه الله إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء الله ان يغيب ثم بعثه الثانية فضربوه على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء الله ان يغيب ثم بعثه ثالثة فمكن الله له في الأرض وفيكم مثله يعني نفسه (حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا) قال لم يعلموا صنعة الثياب (ثم اتبع سببا) اي دليلا (حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا - إلى قوله - آتوني زبر الحديد) فأمرهم ان يأتوه بالحديد فأتوا به فوضعه بين الصدفين يعني بنى الجبلين حتى سوى بينهما ثم أمرهم ان يأتوا بالنار فأتوا بها فنفخوا فأشعلوا تحت الحديد حتى صار الحديد مثل النار ثم صب عليه القطر وهو الصفر حتى سده وهو قوله: " حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا - إلى قوله - نقبا " فقال ذو القرنين: (هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا) قال إذا كان قبل يوم القيامة في آخر الزمان انهدم ذلك السد وخرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا واكلوا الناس وهو قوله: " حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون "
(٤١)