كل امرئ ملاق في فراره ما منه يفر، والأجل مساق النفس إليه، والهرب منه موافاته قوله: (فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) السعي هو الاسراع في المشي.
وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع) قال:
اسعوا أي امضوا، ويقال اسعوا اعملوا لها، وهو قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار والغسل ولبس أفضل ثيابك وتطيب للجمعة فهو السعي، ويقول الله ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن، حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن (أبى حمزة عن ط) أبي جعفر (ع) في قوله: (وذروا البيع ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون) قال علي بن إبراهيم في قوله (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) قال: يوم السبت قوله (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي بالناس يوم الجمعة ودخلت ميرة (1) وبين يديها قوم يضربون بالدفوف والملاهي فترك الناس الصلاة ومروا ينظرون إليهم فأنزل الله (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين) أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد (أحمد بن محمد ط) عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير انه سئل عن الجمعة كيف يخطب الامام؟ قال: يخطب قائما فان الله يقول وتركوك قائما وعنه عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي أيوب عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال نزلت وإذا رأوا تجارة أو لهوا انصرفوا إليها وتركوك قائما (قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة) يعني للذين اتقوا (والله خير الرازقين)