بغدير خم " يا أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم " قالوا: بلى ثم أوجب لأمير المؤمنين عليه السلام ما أوجبه لنفسه عليهم من الولاية فقال: " ألا من كنت مولاه فعلي مولاه " فلما جعل الله النبي أبا للمؤمنين ألزمه مؤنتهم وتربية أيتامهم فعند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فقال: من ترك مالا فلورثته ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي والي، فألزم الله نبيه للمؤمنين ما يلزمه الوالد وألزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم الولد للوالد فكذلك ألزم أمير المؤمنين عليه السلام ما ألزم رسول الله صلى الله عليه وآله من بعد ذلك وبعده الأئمة عليهم السلام واحدا واحدا والدليل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام هما الوالدان قوله: " وا عبد الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا " فالوالدان رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما وقال الصادق عليه السلام وكان إسلام عامة اليهود بهذا السبب لأنهم أمنوا على أنفسهم وعيالاتهم وقوله: (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) قال نزلت في الإمامة وقوله: (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم) قال: هذه الواو زيادة في قوله ومنك وإنما هو منك ومن نوح فأخذ الله الميثاق لنفسه على الأنبياء ثم اخذ لنبيه صلى الله عليه وآله على الأنبياء والأئمة ثم اخذ للأنبياء على رسوله صلى الله عليه وآله.
وقوله: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم الآية) فإنها نزلت في قصة الأحزاب من قريش والعرب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: وذلك أن قريشا تجمعت في سنة خمس من الهجرة وساروا في العرب وجلبوا واستفزوهم لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله فوافوا في عشرة آلاف ومعهم كنانة وسليم وفزارة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله حين اجلا بني النضير وهم بطن من اليهود من المدينة وكان رئيسهم حي بن اخطب،