بتسليم الحسن بن علي رضي الله عنه إلى معاوية ليتخذ عنده اليد البيضاء أبدا (1). ثم أصبح بعد ذلك مع مسلم بن عقيل بن أبي طالب ضد بني أمية فحبسه ابن زياد وضربه مائة جلدة فشفع له ابن عمر رضي الله عنه فأطلق سراحه فجاء إلى ابن الزبير رضي الله عنه وأصبح من أنصاره وقاتل معه (2). ثم أخذ منه كتابا إلى أميره بالكوفة وانتقل إليه وكان يمدح ابن الزبير في العلانية ولكنه كان في السر يسبه ويمدح محمد ابن الحنفية ويدعو إليه (3) وكان يظهر حب آل البيت ويدعو إليهم حتى أصبح له أنصار وأعوان فاستولى على الكوفة وتمكن من قتل قتلة الحسين بن علي رضي الله عنهما، ثم طغى في الأرض وبغى حتى قاتله مصعب بن الزبير فقتله في سنة 67 ه وقتل من أنصاره كثيرا وانتهت فتنته.
وكان المختار هذا يدعي الكهانة ويزعم أنه ينزل عليه الوحي، وكان يقول بالبداء فكان يدعى لاتباعه أن الله قد وعده بكذا وكذا فإذا لم يكن كذلك قال: إن الله قد بدا له، وادعى كثيرا من الأكاذيب والخرافات (4).
وكان المختار هذا يدعو إلى مهدية محمد ابن الحنفية (5) وإمامته