المهدي المنتظر (ع) في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة - دكتر عبد العليم عبد العظيم البستوي - الصفحة ٦٥
بتسليم الحسن بن علي رضي الله عنه إلى معاوية ليتخذ عنده اليد البيضاء أبدا (1). ثم أصبح بعد ذلك مع مسلم بن عقيل بن أبي طالب ضد بني أمية فحبسه ابن زياد وضربه مائة جلدة فشفع له ابن عمر رضي الله عنه فأطلق سراحه فجاء إلى ابن الزبير رضي الله عنه وأصبح من أنصاره وقاتل معه (2). ثم أخذ منه كتابا إلى أميره بالكوفة وانتقل إليه وكان يمدح ابن الزبير في العلانية ولكنه كان في السر يسبه ويمدح محمد ابن الحنفية ويدعو إليه (3) وكان يظهر حب آل البيت ويدعو إليهم حتى أصبح له أنصار وأعوان فاستولى على الكوفة وتمكن من قتل قتلة الحسين بن علي رضي الله عنهما، ثم طغى في الأرض وبغى حتى قاتله مصعب بن الزبير فقتله في سنة 67 ه‍ وقتل من أنصاره كثيرا وانتهت فتنته.
وكان المختار هذا يدعي الكهانة ويزعم أنه ينزل عليه الوحي، وكان يقول بالبداء فكان يدعى لاتباعه أن الله قد وعده بكذا وكذا فإذا لم يكن كذلك قال: إن الله قد بدا له، وادعى كثيرا من الأكاذيب والخرافات (4).
وكان المختار هذا يدعو إلى مهدية محمد ابن الحنفية (5) وإمامته

(١) البداية والنهاية (٨ / ٢٩٠).
(٢) البداية والنهاية (٨ / ٢٩٠).
(٣) البداية والنهاية (٨ / ٢٩٠).
(٤) الفرق بين الفرق (ص ٥٢)، الملل والنحل (١ / ١٤٨، ١٤٩) وفي الحديث " أن في ثقيف كذابا ومبيرا "، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم (٤ / ١٩٧٢ رقم ٢٥٤٥، والترمذي (٦ / ٤٦٧) و (١٠ / ٤٤٣) مع التحفة وأحمد (٦ / ٢٦) والحاكم (٣ / ٥٥٣) وقال النووي: " اتفق العلماء على أن المراد بالكذاب هنا المختار بن أبي العبيد، وبالمبير الحجاج بن يوسف " شرح صحيح مسلم للنووي (١٥ / ١٠٠) وقال: إنه كان شديد الكذب ومن أقبحه أنه أدعى أن جبرئيل صلى الله عليه وسلم يأتيه.
(٥) البداية والنهاية (٩ / ٣٨).
ومحمد ابن الحنفية هو: محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي والحنفية أمه واسمها خولة بنت جعفر بن قيس من بني حنيفة. سبيت في الردة من اليمامة، يكنى أبا القاسم وأبا عبد الله، اختلف في تاريخ ميلاده فقيل في خلافة أبي بكر وقيل في خلافة عمر، وكذلك في وفاته فقيل ٨١ و ٨٢ و ٩٢ و ٩٣، قال ابن كثير: كان من سادات قريش ومن الشجعان المشهورين ومن الأقوياء المذكورين. لما بويع لابن الزبير لم يبايعه ابن الحنفية فجرى بينهما شر عظيم حتى هم ابن الزبير به وبأهله فلما قتل ابن الزبير واستقر أمره عبد الملك وبايعه ابن عمر تابعه ابن الحنفية.
قال العجلي: تابعي ثقة كان رجلا صالحا. وقال ابن حبان: كان من أفاضل أهل بيته. البداية والنهاية (9 / 38)، تهذيب التهذيب (9 / 354).
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست