ومنهم الامام الحافظ عماد الدين ابن كثير (1) (توفي 744 ه).
فقد قال في تفسيره لقول الله تعالى في سورة المائدة (ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا) بعد ذكر حديث " لا يزل أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا.. إلخ ".
" ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثنى عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم ولا يلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم بل قد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس، ولا تقوم الساعة حتى تكون ولايتهم ولا محالة. والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره. فذكر أنه يواطئ اسمه اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه اسم أبيه فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ".
" وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره في سرداب سامرا فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية بل هو من هوس العقول السخيفة وتوهم الخيالات الضعيفة وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الاثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الاثنا عشرية من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم " (2).
وقال ابن كثير أيضا في البداية والنهاية بعد ما ذكر بعض الأحاديث " وقد نطقت هذه الأحاديث التي أوردناها آنفا بالسفاح والمنصور والمهدي ولا شك أن المهدي الذي هو ابن المنصور ثالث خلفاء بني العباس ليس