من تعارض الروايات وتهافتها في المهدي ولو ذكرنا ما في كتب الشيعة والمتصوفة في ذلك لجئنا بالعجب العجاب وتمحيص القول فيها لا يتم إلا بسفر مستقل " (1).
9 - ومن بين هؤلاء المنكرين لأحاديث المهدي الأستاذ محمد فريد وجدي (2) فقد ذكر ملخصا ما جاء عن المهدي في تذكرة القرطبي أخذا من مختصره للشعراني ثم قال: " هذا ما ورد من الأحاديث في المهدي المنتظر، والناظرون فيها من أولي البصائر لا يجدون في صدورهم حرجا من تنزيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قولها. فإن فيها من الغلو والخبط في التواريخ والاغراق في المبالغة والجهل بأمور الناس والبعد عن سنن الله المعروفة ما يشعر المطالع لأول وهلة أنها أحاديث موضوعة تعمد وضعها رجال من أهل الزيغ أو المتشايعين لبعض أهل الدعوة من طلبة الخلافة في بلاد العرب أو المغرب " (3).
إلى أن قال: " وقد ضعف كثير من أئمة المسلمين أحاديث المهدي واعتبروها مما لا يجوز النظر فيه وإننا إنما أوردناها مجتمعة لتكون بمرأى من كل باحث في هذا الامر حتى لا يجرأ بعض الغلاة على التضليل بها على الناس " (4).
10 - ومن بينهم الأستاذ أحمد أمين صاحب كتاب ضحى الاسلام.
فقد زعم بأن فكرة المهدية مأخوذة من عقائد الشيعة والقائلين برجعة الأئمة. وأضاف إلى ذلك:
" وزاد القول بالمهدي وانتشر خاصة بين الشيعة ووضعت فيه