تيمية (1) عنه أنه أنكر أحاديث المهدي اعتمادا على ما روى عن النبي أنه قال: لا مهدي إلا عيسى بن مريم (2).
6 - وجاء بعد هؤلاء كلهم ابن خلدون المؤرخ الشهير فقد حاول إنكار هذه الأحاديث على منهج النقد لدى المحدثين وإن كان قد أخطأ في تطبيق قواعدهم، إلا أنه لم يجزم بالانكار ولكنه متردد فيه ويدل عليه كلامه بعد مناقشة الأحاديث.
" فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه آخر الزمان. وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل منه " (3). وقال أيضا: " فإن صح ظهور هذا المهدي فلا وجه لظهور دعوته إلا بأن يكون منهم (أي من الفاطميين القاطنين في الحجاز وغيرها) ويؤلف الله بين قلوبهم في اتباعه حتى تتم له شوكة وعصبية وافية بإظهار كلمته وحمل الناس عليها " (4).
وابن خلدون وإن كان مخطئا في نقده هذا (5) ولكن نظرا إلى شهرته لدى الكتاب والمؤلفين والمؤرخين كان كلامه ذا أثر كبير في أوساط الكتاب والأدباء الذين لم يمعنوا النظر في الأحاديث فتبعوه بدون تحقيق وأنكروا هذه الأحاديث كلها اعتمادا على ما اشتهر عنه.
7 - الحوت البيروتي (6).