وأنها لا تصح نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم (1).
15 - ومن بينهم الأستاذ محمد أبو عبية رئيس بعثة الأزهر في لبنان ولقد قطع هذا الأستاذ شوطا كبيرا جدا في الانكار والتحريف فقد قال في تعليق له على كتاب النهاية لابن كثير بما معناه: " إن ما جاء من الأحاديث في شأن المهدي ونزول عيسى بن مريم والدجال إنما هو رمز لانتصار الحق على الباطل (2) ".
وقد تدخل بعض المستشرقين أيضا فيما ليس من ميدانهم فأنكروا فكرة المهدي من أساسها. ومن بينهم:
16 - دونلدسن فقد قال: " إن من المحتمل جدا أن الاخفاق الظاهر الذي أصاب المملكة الاسلامية في توطيد أركان العدل والتساوي على زمن دولة الأمويين كان من الأسباب لظهور فكرة المهدي آخر الزمان " (3).
ويرى هذا المسكين أن وضع أحاديث المهدي قد تم في عصر قبل عصر التدوين للسنة النبوية فدخلت هذه الأحاديث في كتب السنة. ولم يعرف أن المحدثين كانت عندهم أدق ما عرفته البشرية من قواعد التحقيق والنقد وأن من روى منهم بعض الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة فإنما رواها بأسانيدها أداء للأمانة وتبليغا لما وصل إليه فقال:
" ومما هو جدير بالملاحظة أن استعمال هذا المصطلح سبق تدوين الحديث بنحو مائتي سنة وهي مدة كافية لتبلور فكرة المهدي، ولما كان القرآن نفسه لم يرد فيه ما يؤيد هذه الفكرة كان من الضروري الالتجاء إلى الحديث لاثباتها ".