الأحاديث المختلفة ولم يرو البخاري ومسلم شيئا من أحاديث المهدي مما يدل على عدم صحتها عندهما. وإنما ذكرها الترمذي وأبو داود وابن ماجة وغيرهم من مثل ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ". ومثل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا... إلخ (1) ".
وقال أيضا: " وفكرة المهدي هذه لها أسباب سياسية واجتماعية ودينية ففي نظري إنها نبعث من الشيعة وكانوا هم البادئين باختراعها وذلك بعد خروج الخلافة من أيديهم وانتقالها إلى معاوية وقتل علي وتسليم الحسن لامر معاوية " (2).
وقال أيضا: " واستغل هؤلاء القادة المهرة أفكار الجمهور الساذجة المتحمسة للدين والدعوة الاسلامية فأتوهم من هذه الناحية الطيبة الطاهرة ووضعوا الأحاديث يروونها عن رسول الله في ذلك وأحكموا أسانيدها وأذاعوها من طرق مختلفة، فصدقها الجمهور الطيب لبساطته وسكت رجال الشيعة لأنها في مصلحتهم وسكت الأمويون لأنهم قلدوها في سفيانيهم وسكت العباسيون لأنهم حولوها إلى منفعتهم وهكذا كانت مؤامرة شنيعة أفسدوا بها عقول الناس " (3).
ولم يكتف أحمد أمين بتكذيب أحاديث المهدي فحسب بل تعدى إلى كثير من الأحاديث التي توجد في دواوين السنة فيقول:
" فامتلأت عقول الناس بأحاديث تروى وقصص تقص ونشأ باب كبير