بقي الكلام في لفظ " فأمكم " والمتبادر منه أن عيسى هو الذي سيكون إماما ولكن هذه الكلمة تفرد بها ابن أخي الزهري. وقال فيه ابن حجر في التقريب: " صدوق له أوهام " ولكن قد روى نحوه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا: " لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق.... فبينما هم يعدون للقتال ويسيرون الصفوف إذ أقيمت الصلاة صلاة الصبح فينزل عيسى بن مريم صلوات الله فأمهم (1).
ولكن سهيل بن أبي صالح أيضا قد تكلم فيه ابن معين وغيره. قال ابن حجر: صدوق تغير حفظه بآخره (2).
ويمكن أن يحمل على المجاز فأمهم أي فأمر إمامهم بالصلاة.
ومن هنا يتبين أن الراجح هو اللفظ الأول أي " وإمامكم منكم " ولم يخرجه البخاري إلا بهذا اللفظ وهي رواية الأكثرين من تلاميذ الزهري مثل يونس وابن أبي ذئب والأوزاعي. وقال البخاري بعد ذكر هذه الرواية عن طريق يونس عن الزهري: تابعه عقيل والأوزاعي. وقال ابن حجر: فأما متابعة عقيل فوصلها ابن منده في كتاب الإيمان من طريق الليث عنه وأما متابعة الأوزاعي فوصلها ابن منده أيضا وابن حبان والبيهقي في البعث وابن الأعرابي في معجمه من طرق عنه ولفظه مثل رواية يونس (3).
هذا وقد وردت في هذا المعنى أحاديث عن غير أبي هريرة من الصحابة. ومنهم جابر بن عبد الله رضي الله عنه. ففي حديثه عند مسلم " فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم تعال صل بنا فيقول لا أن بعضكم على بعض أمراء. تكرمة الله لهذه الأمة (4).