وقال العلامة شمس الحق العظيم آبادي في صدد كلامه على انتظار الشيعة للمهدي المنتظر: " وأقرب من هذا ما زعم أكثر العوام وبعض الخواص في حق الغازي الشهيد الامام الأمجد السيد أحمد البريلوي رضي الله تعالى عنه أنه المهدي الموعود المبشر في الأحاديث وأنه لم يستشهد في معركة الغزو بل إنه اختفى عن أعين الناس وهو حي موجود في هذا العالم إلى الان حتى أفرط بعضهم فقال: إنا لقيناه في مكة المعظمة حول المطاف ثم غاب بعد ذلك ويزعمون أنه سيعود وسيخرج بعد مرور الزمان فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما وهذا غلط باطل ".
" والحق الصحيح أن السيد الإمام استشهد ونال منازل الشهداء (1) ولم يختف عن أعين الناس قط والحكايات المروية في ذلك كلها مكذوبة مخترعة وما صح منها فهو محمول على محمل حسن وقد طال النزاع في أمر السيد الشهيد في حياته واختفائه حتى جعلوه جزء العقيدة ويجادلون من ينكره وإلى الله المشتكى من صنيع هؤلاء ونعوذ بالله من هذه العقيدة المنكرة الواهية والله أعلم " (2).
والذي لا مرية فيه أن حركة الشهيدين أحمد البريلوي وإسماعيل الدهلوي كانت أروع حركة إسلامية عرفتها القارة الهندية وكانت تدعو إلى إحياء شريعة الله في الأرض ولها تاريخ حافل بالبطولات والتضحيات في سبيل الله، وإن الحركة كانت بعيدة كل البعد عن مثل هذه الترهات..
ولكن لا غرابة إن قام المستعمرون وأذنابهم بتشويه سمعة هذه الحركة فهو ديدنهم مع كل حركة إسلامية.
ولكن مع الأسف قد وقع فيه بعض المؤلفين بسبب اعتمادهم على المصادر الأوروبية التي لا يهمها أبدا أن تعرض الحقائق كما هي بل إنما