(أ) المنقطع: اختلف أقوال أئمة الحديث في تحديد هذا الاصطلاح، فذهب ابن عبد البر في التمهيد إلى أن المنقطع كل ما لم يتصل سواء كان يعزى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أو إلى غيره. وهو ما اختاره صحاب منظومة البيقونية:
وكل ما لم يتصل بحال * إسناده منقطع الأوصال وذهب جماعة من المتأخرين إلى أنه الحديث الذي سقط منه راو من رواته قبل الصحابي.
(ب) المقطوع: وهو ما أضيف إلى التابعي من قول أو فعل.
المرسل:
ذهب الحافظ رشيد الدين إلى أن المقطوع - أي المنقطع - نوع من المرسل.
ومثل له بقوله: " كرواية مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر، ورواية الثوري عن جابر بن عبد الله ونحو ذلك ".
وبهذا الاعتبار فالمرسل عنده أعم من المنقطع ويشمله. وهو في ذلك يميل إلى معني الإرسال في اللغة إذ هو الإطلاق وعدم التقييد والمنع. وهذا ما أكده الرشيد بقوله: " جمهور المتقدمين من علماء الرواية يسمون مالم يتصل إسناده مرسلا سواء كان مقطوعا أو معضلا ".
وللفقهاء والأصوليين تعريف للمرسل يقرب من هذا، وهو ما نص عليه الإمام أبو العباس القرطبي - أحد المتأخرين من الأئمة المالكية - في كتابه " الوصول " حيث قال: " المرسل عند الأصوليين والفقهاء عبارة عن الخبر الذي يكون في سنده انقطاع