الصحيح على مشايخ عصرهما " ثم نقل الحافظ رشيد الدين العطار عن الخطيب البغدادي قوله: " وأخبرني ابن يعقوب. أخبرنا ابن نعيم. قال سمعت الحسين بن محمد الماسرجسي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت مسلم بن الحجاج يقول:
" صنف هذا المسند الصحيح من ثلاث مائة ألف حديث مسموعة ".
ويكون بذلك قد انتهى من تأليف الكتاب، حيث أورد بعده مباشرة: " آخره والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد نبيه المصطفى، وعلى آله وعترته وأصحابه أجمعين ".
ثم شرع بعد ذلك في أحاديث أخرى ألحقها بالكتاب في آخره. بلغ مجموعها ستة أحاديث، وختمها بقوله: " هذا آخر الأحاديث الملحقة في هذا الكتاب.
والحمد لله وحده، وصلواته على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما. وحسبنا الله ونعم الوكيل ". وقد سجل تاريخ الإلحاق لأول هذه الزيادات بذي القعدة سنة 646 ه.
ولسائل أن يسأل: لماذا كانت جل هذه الزيادات والملحقات في ثنايا الكتاب، ولم تكن - كلها أو أغلبها - في آخره؟.
إن طبيعة الكتابة في موضوع العلل تملي هذه الطريقة، فقد تخفي على المحدث علة، فلا ينتبه لها إلا بعد حين، ووصل الأحاديث المنقطعة يتطلب معرفة واسعة بكتب الحديث ونصوصه ورواياته، ورجال الصحيح ومن أخرج له أصحاب الكتب الستة، ومن لم يخرجوا له، والمعدل والمجرح منهم، ودرجة تعديله أو تجريحه، ومعرفة كتب الأطراف والمراسيل...
وبعبارة موجزة: لا يوجد فرع من فروع علم الحديث يمكن الاستغناء عنه في مثل هذه الدراسة.
محتوي الكتاب:
ذكر الحافظ رشيد الدين الأحاديث الأربعة عشر المنقطعة عند مسلم - التي