بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، أرسله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، من ظلمات الجهل والشرك والكفر والظلم إلى نور العلم والتوحيد والإيمان والعدل.
أرسل الله رسوله برسالة هي خاتمة رسائل الله إلى خلقه، فحباها سبحانه وتعالى من المقومات ما أهلها للبقاء والخلود، أحاطت بمصالح البشر وتكفلت بإسعاد متبعيها في الدنيا والآخرة.
قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا).
عمدة هذه الرسالة القرآن الكريم. فهو حبل الله الممدود إلى الأرض، من اهتدى بهديه سعد وأفلح، ومن أعرض عنه شقي وخسر وذلك هو الخسران المبين.
تكفل الله بحفظه، فقال عز من قائل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
وتنفيذا لهذا الوعد الإلهي الكريم جندت الأمة الإسلامية طاقاتها منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فعملت على حفظه وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، ولقنه السلف للخلف تلقينا متواترا في جميع طبقاته وأعماره، فعرف اهتماما وعناية لم يسبق لأمة من الأمم أن أحاطت بها كتابا من كتب ربها إليها.
إن الأصل الثاني لهذه الرسالة هو السنة النبوية الطاهرة، فهي تستمد حجيتها من القرآن الكريم. تبين مشكله وتفصل مجمله وتخصص عامه وتقيد مطلقه. قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم).