فهذا والد الرشيد علي بن عبد الله من جلة المحدثين.
وهذا عمه أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله المقرئ المحدث، الإمام بجامع العز.
وهذا أخوه الأكبر: أبو محمد عبد العزيز بن أبي الحسن علي بن عبد الله (558 ه - 628 ه). من شيوخه هبة الله بن علي بن سعود البوصيري وأبو طاهر السلفي. ومن الذين أخذوا عنه الحافظ المنذري.
وهذه تقية، أخت رشيد الدين (577 ه - 606 ه) سمعت أباها - أبا الحسن علي بن عبد الله - وأجازها جماعة منهم أبو الحجاج يوسف بن هبة الله بن الطفيل، والعلامة أبو عبد الله بن محمد الكاتب الأصبهاني.
التبكير في طلب العلم والرحلة لأجله:
أخذ رشيد الدين عن شيوخ بلده وسمع منهم في سن مبكرة، فقد ذكر في الغرر، أنه قرأ على أبي القاسم هبة الله بن علي البوصيري - رحمه الله - في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة (593 ه). ويومها لم يصل سنه إلى تسع سنوات: وحصل على إجازة من الإمام الحافظ أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي وسنه يناهز العشرة أو يزيد عليها قليلا، ورحل إلى دمشق، وأخذ عن عماد الدين أبي عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني، وسنه لا يتعدى الثالثة عشرة. وكاتب رشيد الدين الشيوخ الذين لم يتيسر له مشافهتهم والسماع منهم، ومن هؤلاء: أبو طاهر بركات بن إبراهيم الفرشي (ت 598 ه) وروى عن الحافظ أبي محمد المقدسي (ت 600 ه).