الصعق بن حزن عن مطر الوراق عن زهدم الجرمي قال: دخلت على أبي موسى الأشعري وهو يأكل لحم دجاج... الحديث. هذا الحديث أعله الدارقطني - في التتبع ص 168 - من وجهين: الأول منهما أن الصعق بن حزن ومطرا ليسا بالقويين.
والثاني أن مطرا لم يسمعه من زهدم وإنما سمعه من القاسم بن عاصم عنه.
أورد الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي الحديث، ونقل عن الدارقطني قوله فيه، وأجاب عنه ثم عقب بقوله: " وهذا الحديث أيضا قد أخرجه مسلم في صحيحه من طرق صحاح متصلة عن زهدم عن أبي موسى رضي الله عنه. وطريق مطر التي انتقدها الدارقطني إنما أوردها مسلم في الشواهد لا في الأصول. وإذا كان الحديث ثابتا متصلا من وجه صحيح ثم روى من وجه آخر دونه في الصحة، وفي اتصاله نظر، فلا يؤثر ذلك في ثبوته واتصاله من الوجه الآخر ".
وما سار عليه الحافظ رشيد الدين في حكم المتابعة هو الذي عليه مسلم. وهو ظاهر مذهب البخاري وخلق كثير من أئمة المحدثين.
قال ابن الصلاح في مقدمته: " وأما المعلق وهو الذي حذف من مبتدأ إسناده واحد أو أكثر. وأغلب ما وقع ذلك في كتاب البخاري. وهو في كتاب مسلم قليل جدا ".
ونقل زين الدين العراقي عن ابن الصلاح قوله المتقدم ثم قال: " قلت في كتاب مسلم من ذلك موضع واحد في التيمم، وهو حديث أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، من نحو بئر جمل... الحديث. قال فيه مسلم: وروى الليث بن سعد، ولم يوصل مسلم إسناده إلى الليث. وقد أسنده البخاري عن يحيى بن بكير عن الليث. ولا أعلم في مسلم بعد مقدمات الكتاب حديثا لم يذكره