طريقة الإمام مسلم في التعريف براوي الحديث المبهم:
اتبع الإمام مسلم دقة متناهية في رواية الحديث حتى كان لا يسمح لنفسه بزيادة حرف على ما تلقاه من شيوخه سواء في السند أو المتن وإذا كان الحديث يستدعي إيضاحا وبيانا أتى به مشعرا بأن الإضافة منه.
وقد عقد الإمام النووي فصلا في ذلك حيث قال: " ليس للراوي أن يزيد في نسب غير شيخه ولا صفته على ما سمعه من شيخه لئلا يكون كاذبا على شيخه، فإن أراد تعريفه وإيضاحه وزوال اللبس المتطرق إليه لمشابهة غيره، فطريقه أن يقول:
قال حدثني فلان يعني ابن فلان أو الفلاني، أو هو ابن فلان أو الفلاني أو نحو ذلك.
فهذا جائز حسن قد استعمله الأئمة وقد أكثر البخاري ومسلم منه في الصحيحين غاية الإكثار حتى إن كثيرا من أسانيدهما يقع في الإسناد الواحد منهما موضعان أو أكثر ".
مثاله من صحيح مسلم: " حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان (يعني ابن بلال) عن يحيى (وهو ابن سعيد) قال: كان سعيد بن المسيب يحدث، أن معمرا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من احتكر فهو خاطئ الحديث ".
بيان اللفظ لمن:
إذا حمل الإمام مسلم الحديث عن عدة رواة وتفاوتت ألفاظه عندهم واتحدت معناه فإنه ينص على اللفظ لمن.
ومثاله: " حدثنا أحمد بن حنبل وزهير بن حرب. (واللفظ لزهير) قالا: