والسخاوي في كتابه: " الإعلام بالتوبيخ لمن ذم التاريخ " خصص قسما منه لذكر أهل الجرح والتعديل، فأعلى من شأنهم ومدحهم بقوله: " وأما المتكلمون في الرجال فخلق من نجوم الهدى ومصابيح الظلم المستضاء بهم في دفع الردى... " وذكر طبقاتهم إلى أن وصل إلى رشيد الدين فذكره ضمنهم.
ونقل كثير من الحفاظ عن رشيد الدين أقواله في الجرح والتعديل، والتصحيح والتضعيف واعتمدوها، من هؤلاء:
الإمام بدر الدين الزركشي في نكته على ابن الصلاح.
والحافظ زين الدين العراقي في التقييد والإيضاح.
والحافظ ابن حجر في النكت على ابن الصلاح.
وجلال الدين السيوطي في تدريب الراوي.
تولي رشيد الدين مشيخة المدرسة الكاملية:
كانت مصر في هذه الحقبة مزدهرة في علم الحديث رواية ودراية. وأشهر دار للحديث بها آنذاك المدرسة الكاملية - وكان لا يتولى رئاستها إلا من فاق أقرانه في الصناعة الحديثية، وشهد له سائر محدثي عصره بعلو كعبه في علم الحديث - تولى مشيختها الحافظ عبد العظيم المنذري إلى حدود سنة وفاته (656 ه). ثم آلت مشيختها إلى الحافظ رشيد الدين، فظل على رأسها طيلة سنوات ست إلى أن وافاه الأجل، ولبى داعي ربه.
مناقبه:
كان رشيد الدين - رحمه الله - عفيفا تقيا ورعا، لين الجانب. حفظ القرآن في