الغساني، والإمام المازري، والإمام ابن الصلاح (ت: 643 ه). ومن الذين تناولوها بالدرس بعد رشيد الدين العطار الإمام النووي (ت: 676 ه) في مقدمة شرحه لصحيح مسلم، وكذا أثنا شرحه لكل حديث منها، في موضعه من كتاب صحيح مسلم. والأمر نفسه فعله الحافظ زين الدين العراقي (ت: 806 ه)، والحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح، وفي كتابه النكت الظراف على الأطراف، ونقل عن الحافظ رشيد الدين الإمام السيوطي في التدريب نقولا كثيرة من كتاب " الغرر ". فتجمع لدي، والحمد لله، ما أمكنني، بواسطته أن ألم شعت هذا البتر وأرمم ما انصدع من هذا التأليف المبارك.
وإخراج هذا المصنف إلى حيز الوجود يضحد الشبه التي يثيرها أعداء السنة بالتعلق بأوهى الأدلة للطعن في الأحاديث الصحيحة المخرجة في صحيح مسلم، ولن يفلحوا. وهؤلاء يصدق عليهم قول الأعشى:
كناطح صخرة يوما ليوهنا * فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل أو كما قال الحسين بن حميد:
يا ناطح الجبل العالي ليكلمه * أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل خطة البحث:
لكل عمل علمي منهج يرسم أهدافه ويحدد مراميه، ويحصر جزئياته وأفكاره ويسلط الضوء على طبيعته ومحتوياته. لذا قمت بوضع هذه الخطة التي سرت عليها في إنجازي لهذه الرسالة.
وقد رأيت أن أقسم هذا العمل إلى قسمين: قسم الدراسة - قسم التحقيق.
القسم الأول: الدراسة.
وفيه خمسة فصول.
الفصل الأول: التعريف بصحيح مسلم - تقسيم مسلم لطبقات الرواة.
ويشتمل على المباحث الآتية: