شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٩٣
به من عذاب الله قبل أن ألقاه أو أراه.
وفي رواية قال فأنكرنا الصوت وإذا عبد الرحمن بن عوف وقيل طعن أمير المؤمنين فانصرف الناس وهو في دمه مسجى لم يصل الفجر بعد فقيل يا أمير المؤمنين الصلاة! فرفع رأسه وقال لاها الله إذن لاحظ لامرئ في الاسلام ضيع صلاته. ثم وثب ليقوم فانثعب جرحه دما فقال هاتوا لي عمامة فعصب بها جرحه ثم صلى وذكر ثم التفت إلى ابنه عبد الله وقال ضع خدي إلى الأرض يا عبد الله قال عبد الله فلم أعج بها وظننت أنها اختلاس من عقله فقالها مرة أخرى: ضع خدي إلى الأرض يا بنى فلم أفعل فقال الثالثة: ضع خدي إلى الأرض لا أم لك! فعرفت أنه مجتمع العقل ولم يمنعه أن يضعه هو إلا ما به من الغلبة فوضعت خده إلى الأرض حتى نظرت إلى أطراف شعر لحيته خارجة من أضعاف التراب وبكى حتى نظرت إلى الطين قد لصق بعينه فأصغيت أذني لأسمع ما يقول فسمعته يقول يا ويل عمر! وويل أم عمر إن لم يتجاوز الله عنه وقد جاء في رواية أن عليا عليه السلام جاء حتى وقف عليه فقال: ما أحد أحب إلى أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى!
وروى عن حفصة أم المؤمنين، قالت: سمعت أبي يقول في دعائه اللهم قتلا في سبيلك ووفاة في بلد نبيك! قلت: وأنى يكون هذا؟ قال: يأتي به الله إذا شاء ويروى أن كعبا كان يقول له نجدك في كتبنا تموت شهيدا فيقول كيف لي بالشهادة وأنا في جزيرة العرب!.
وروى المقدام بن معد يكرب قال لما أصيب عمر دخلت عليه حفصة ابنته فنادت يا صاحب رسول الله ويا صهر رسول الله ويا أمير المؤمنين! فقال لابنه عبد الله أجلسني فلا صبر لي على ما أسمع فأسنده إلى صدره فقال لها: إني أحرج عليك
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281