قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد لله الذي لم يجعل منيتي (1) بيد رجل يدعى الاسلام وقد كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال إن شئت فعلنا (2) أي قتلناهم قال كذبت بعد أن تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم فاحتمل إلى بيته وانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا بأس عليه وقائل يقول أخاف عليه فأتى بنبيذ فشربه فخرج من جوفه ثم أتى بلبن فشربه فخرج من جوفه فعلموا أنه ميت فدخل الناس يثنون عليه وجاء [رجل] (3) شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك صحبة برسول الله وقدم في الاسلام ما قد علمت ثم وليت فعدلت ثم الشهادة فقال عمر وددت أن ذلك كله كان كفافا لا على ولا لي فلما أدبر إذا رداؤه (4) يمس الأرض فقال ردوا على الغلام فردوه فقال يا بن أخي ارفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله بن عمر انظر ما على من دين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه فقال إن وفى به مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل في بنى عدى بن كعب فإن لم تف به أموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم وأد عنى هذا المال انطلق إلى عائشة فقل لها يقرأ عليك السلام عمر - ولا تقل (أمير المؤمنين) فإني اليوم لست للمؤمنين أمير أو قل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فمضى وسلم واستأذن ودخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال يقرأ عليك عمر السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه فقالت كنت أريده لنفسي - يعنى الموضع - ولأوثرنه اليوم على نفسي فلما أقبل قيل هذا عبد الله قد جاء قال ارفعوني فأسندوه إلى رجل منهم قال يا عبد الله ما لديك؟
قال الذي تحب يا أمير المؤمنين قد أذنت قال الحمد لله ما كان شئ أهم إلى من