شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٨٨
قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد لله الذي لم يجعل منيتي (1) بيد رجل يدعى الاسلام وقد كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال إن شئت فعلنا (2) أي قتلناهم قال كذبت بعد أن تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم فاحتمل إلى بيته وانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا بأس عليه وقائل يقول أخاف عليه فأتى بنبيذ فشربه فخرج من جوفه ثم أتى بلبن فشربه فخرج من جوفه فعلموا أنه ميت فدخل الناس يثنون عليه وجاء [رجل] (3) شاب فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك صحبة برسول الله وقدم في الاسلام ما قد علمت ثم وليت فعدلت ثم الشهادة فقال عمر وددت أن ذلك كله كان كفافا لا على ولا لي فلما أدبر إذا رداؤه (4) يمس الأرض فقال ردوا على الغلام فردوه فقال يا بن أخي ارفع ثوبك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله بن عمر انظر ما على من دين فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفا أو نحوه فقال إن وفى به مال آل عمر فأده من أموالهم وإلا فسل في بنى عدى بن كعب فإن لم تف به أموالهم فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم وأد عنى هذا المال انطلق إلى عائشة فقل لها يقرأ عليك السلام عمر - ولا تقل (أمير المؤمنين) فإني اليوم لست للمؤمنين أمير أو قل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فمضى وسلم واستأذن ودخل عليها فوجدها قاعدة تبكي، فقال يقرأ عليك عمر السلام ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه فقالت كنت أريده لنفسي - يعنى الموضع - ولأوثرنه اليوم على نفسي فلما أقبل قيل هذا عبد الله قد جاء قال ارفعوني فأسندوه إلى رجل منهم قال يا عبد الله ما لديك؟
قال الذي تحب يا أمير المؤمنين قد أذنت قال الحمد لله ما كان شئ أهم إلى من

(1) البخاري: (ميتتي) (2) البخاري: (فعلت).
(3) من صحيح البخاري.
(4) البخاري: (إزاره).
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281