شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٢ - الصفحة ١٨١
وأما باقي الاخبار فالمراد بالملك فيها الاخبار عن صحة ظنه وصدق فراسته وهو كلام يجرى مجرى المثل فلا يقدح فيه ما ذكروه.
وأما قوله صلى الله عليه وآله (لو نزل إلى الأرض عذاب لما نجا منه إلا عمر) فهو كلام قاله عقيب أخذ الفدية من أسارى بدر فان عمر لم يشر عليه ونهاه عنه فأنزل الله تعالى (لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) وإذا كان القرآن قد نطق بذلك وشهد لم يلتفت إلى طعن من طعن في الخبر.
وأما قوله عليه السلام (سراج أهل الجنة عمر فمعناه سراج القوم الذين يستحقون الجنة من أهل الدنيا أيام كونهم في الدنيا مع عمر أي يستضيئون بعلمه كما يستضاء بالسراج.
وأما حديث منع الشاعر فان رسول الله صلى الله عليه وآله خاف أن يذكر في شعره ما يقتضى الانكار فيعنف به عمر وكان شديد الغلظة فأراد النبي صلى الله عليه وآله أن ينكر هو على الشاعر إن قال في شعره ما يقتضى ذلك على وجه اللطف والرفق وكان عليه السلام رؤوفا رحيما كما قال الله تعالى (2).
وأما حديث الرجحان فالمراد به الفتوح وملك البلاد وتأويله أنه عليه السلام أرى في منامه ما يدل على أنه يفتح الله عليه بلادا وعلى أبى بكر مثله ويفتح على عمر أضعاف ذلك وهكذا وقع.
واعلم أن من تصدى للعيب وجده ومن قصر همته على الطعن على الناس انفتحت

(١) سورة الأنفال ٦٨.
(2) وهو قوله تعالى في سورة التوبة 128 (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 223 - من كلام له عليه السلام في شأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه 3
2 نكت من كلام عمر وسيرته وأخلاقه 6
3 خطب عمر الطوال 108
4 عود إلى ذكر سيرته وأخباره 112
5 نبذ من كلام عمر 116
6 أخبار عمر مع عمرو بن معد يكرب 118
7 فصل فيما نقل عن عمر من الكلمات الغريبة 120
8 ذكر الأحاديث الواردة في فضل عمر 177
9 ذكر ما ورد من الخبر عن إسلام عمر 182
10 تاريخ موت والأخبار الواردة بذلك 184
11 فصل في ذكر ما طعن به على عمر والجواب عنه 195
12 الطعن الأول: ما ذكروا عنه من قوله عندما علم بموت الرسول عليه السلام، والجواب عن ذلك 195
13 الطعن الثاني: ما ذكروا من أنه أمر برجم حامل حتى نبهه معاذ، والجواب عن ذلك 202
14 الطعن الثالث: ما ذكروا من خبر المجنونة التي أمر برجمها، والجواب عن ذلك 205
15 الطعن الرابع. ما ذكروه من أنه منع من المغالاة في صدقات النساء، والجواب عن ذلك 208
16 الطعن الخامس: ما ذكروه أنه كان يعطى من بيت المال مالا يجوز، والجواب عن ذلك 210
17 الطعن السادس: ما ذكروه أنه عطل حد الله في المغيرة بن شعبة، والجواب عن ذلك 227
18 الطعن السابع: ما ذكروه أنه كان يتلون في الأحكام، والجواب عن ذلك 246
19 الطعن الثامن: ما ذكروه من قوله في المتعة، والجواب عن ذلك 251
20 الطعن التاسع: ما روى عنه في قصة الشورى، وكونه خرج بها عن الاختيار والنص جميعا، والجواب عن ذلك 256
21 الطعن العاشر: ما ذكروه من قولهم: إنه أبدع في الدين مالا يجوز، والجواب عن ذلك 281