وإذا غلبت الرعية واليها أو أجحف الوالي برعيته اختلفت هنالك الكلمة وظهرت معالم الجور وكثر الأدغال في الدين وتركت محاج السنن فعمل بالهوى وعطلت الاحكام وكثرت علل النفوس فلا يستوحش لعظيم حق عطل ولا لعظيم باطل فعل فهنالك تذل الأبرار وتعز الأشرار وتعظم تبعات الله سبحانه عند العباد.
فعليكم بالتناصح في ذلك وحسن التعاون عليه فليس أحد وإن اشتد على رضا الله حرصه وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما الله سبحانه أهله من الطاعة له ولكن من واجب حقوق الله سبحانه على عباده النصيحة بمبلغ جهدهم والتعاون على إقامة الحق بينهم وليس امرؤ وإن عظمت في الحق منزلته وتقدمت في الدين فضيلته بفوق أن يعان على ما حمله من حقه ولا امرؤ وإن صغرته النفوس واقتحمته العيون بدون أن يعين على ذلك أو يعان عليه * * * الشرح:
تتكافأ في وجوهها تتساوى و هي حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي.
وفريضة قد روى بالنصب و بالرفع فمن رفع فخبر مبتدأ محذوف ومن نصب فبإضمار فعل أو على الحال.
و جرت على إذلالها السنن بفتح الهمزة أي على مجاريها وطرقها.
وأجحف الوالي برعيته ظلمهم.
والإدغال في الدين الفساد.