وكذلك قوله (أو اضطهد والامر لك) أي وأنت الحاكم صاحب الامر والطاء في (اضطهد) هي تاء الافتعال واصل الفعل ضهدت فلانا فهو مضهود أي قهرته وفلان ضهده لكل أحد أي كل من شاء أن يقهره فعل.
قوله (اللهم اجعل نفسي) هذه الدعوة مثل دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وهي قوله (اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا واجعله الوارث) منا أي لا تجعل موتنا متأخرا عن ذهاب حواسنا وكان علي بن الحسين يقول في دعائه اللهم احفظ على سمعي وبصرى إلى انتهاء أجلي.
وفسروا قوله عليه السلام: (واجعله الوارث منا) فقالوا الضمير في (واجعله) يرجع إلى الامتاع.
فان قلت كيف يتقى الامتاع بالسمع والبصر بعد خروج الروح.
قلت هذا توسع في الكلام والمراد لا تبلنا بالعمى ولا الصمم فنكون احياء في الصورة ولسنا باحياء في المعنى لان من فقدهما لا خير له في الحياة فحملته المبالغة على أن طلب بقاءهما بعد ذهاب النفس إيذانا وإشعارا بحبه الا يبلى بفقدهما.
ونفتتن على ما لم يسم فاعله نصاب بفتنة تضلنا عن الدين وروى (نفتتن) بفتح حرف المضارعة على (نفتعل) افتتن الرجل أي فتن ولا يجوز أن يكون الافتتان متعديا كما ذكره الراوندي ولكنه قرا في (الصحاح) للجوهري (والفتون الافتتان يتعدى ولا يتعدى) فظن أن ذلك للافتتان وليس كما ظن وإنما ذلك راجع إلى الفتون.
والتتابع التهافت في اللجاج والشر ولا يكون الا في مثل ذلك وروى أو (تتابع) بطرح إحدى التاءات