وكما قالوا إن آل الزبير بن العوام من ارض مصر من القبط وليسوا من بنى أسد بن عبد العزى قال الهيثم بن عدي في كتاب (مثالب العرب) إن خويلد بن أسد بن عبد العزى كان أتى مصر ثم انصرف منها بالعوام فتبناه فقال حسان بن ثابت يهجو آل العوام بن خويلد بنى أسد ما بال آل خويلد * يحنون شوقا كل يوم إلى القبط (1) متى يذكروا قهقي يحنوا لذكرها * وللرمث المقرون والسمك الرقط عيون كأمثال الزجاج وضيعه * تخالف كعبا في لحى كثة ثط (2) يرى ذاك في الشبان والشيب منهم * مبينا وفي الأطفال والجلة الشمط لعمر أبى العوام إن خويلدا * غداة تبناه ليوثق في الشرط (3) وكما يقال في قوم آخرين نرفع هذا الكتاب عن ذكر ما يطعن به في أنسابهم كي لا يظن بنا انا المقالة في الناس.
قال شيخنا أبو عثمان في كتاب (مفاخرات قريش) لا خير في ذكر العيوب الا من ضرورة ولا نجد كتاب مثالب قط الا لدعي أو شعوبي ولست واجدة لصحيح النسب ولا لقليل الحسد وربما كانت حكاية الفحش أفحش من الفحش ونقل الكذب أقبح من الكذب وقال النبي صلى الله عليه وآله (اعف عن ذي قبر) وقال (لا تؤذوا الاحياء بسب الأموات) وقيل في المثل (يكفيك من شر سماعة) وقالوا أسمعك من أبلغك وقالوا من طلب عيبا وجده وقال النابغة ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب. (4)