ثم قال (ولا علم مستفاد) أي ليس يعلم الأشياء بعلم محدث مجدد كما يذهب إليه جهم واتباعه وهشام بن الحكم ومن قال بقوله.
ثم ذكر انه تعالى قدر الأمور كلها بغير رويه أي بغير فكر ولا ضمير وهو ما يطويه الانسان من الرأي والاعتقاد والعزم في قلبه.
ثم وصفه تعالى بأنه لا يغشاه ظلام لأنه ليس بجسم ولا يستضئ بالأنوار كالأجسام ذوات البصر ولا يرهقه ليل أي لا يغشاه ولا يجرى عليه نهار لأنه ليس بزماني ولا قابل للحركة ليس ادراكه بالابصار لان ذلك يستدعى المقابلة ولا علمه بالاخبار مصدر أخبر أي ليس علمه مقصورا على أن تخبره الملائكة بأحوال المكلفين بل هو يعلم كل شئ لان ذاته ذات واجب لها أن تعلم كل شئ لمجرد ذاتها المخصوصة من غير زيادة أمر على ذاتها.
* * * الأصل:
منها في ذكر النبي صلى الله عليه وآله أرسله بالضياء وقدمه في الاصطفاء فرتق به المفاتق وساور به المغالب وذلل به الصعوبة وسهل به الحزونة حتى سرح الضلال عن يمين وشمال * * * الشرح:
أرسله بالضياء أي بالحق وسمى الحق ضياء لأنه يهتدى به أو أرسله بالضياء أي بالقرآن.