الفرس في الأرض تسوخ وتسيخ أي دخلت فيها وغابت مثل ثاخت وأسختها انا مثل أثختها والأنصاب الأجسام المنصوبة الواحد نصب بضم النون والصاد ومنه سميت الأصنام نصبا في قوله تعالى ﴿وما ذبح على النصب﴾ (1) لأنها نصبت فعبدت من دون الله قال الأعشى وذا المنصوب لا تنسكنه * لعاقبة والله ربك فاعبدا. (2) أي وأساخ قواعد الجبال في متون أقطار الأرض وفي المواضع الصالحة لا تكون فيها الأنصاب المماثلة وهي الجبال أنفسها.
قوله (فأشهق قلالها) جمع قلة وهي ما علا من رأس الجبل أشهقها جعلها شاهقة أي عالية.
وأرزها أثبتها فيها رزت الجرادة ترز رزا وهو أن تدخل ذنبها في الأرض فتلقى بيضها وأرزها الله أثبت ذلك منها في الأرض ويجوز (أرزت) لازما غير متعد مثل رزت وارتز السهم في القرطاس ثبت فيه وروى (وآرزها) بالمد من قولهم شجرة آرزة أي ثابتة في الأرض أرزت بالفتح تأرز بالكسر أي ثبتت وآرزها - بالمد - غيرها أي أثبتها.
وتميد تتحرك وتسيخ تنزل وتهوى.
فان قلت ما الفرق بين الثلاثة تميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها.
قلت لأنها لو تحركت لكانت اما أن تتحرك على مركزها أو لا على مركزها