يظنونه ولكنه كان يرى أنه أفضل منهم وانهم استأثروا عليه بالخلافة من غير تفسيق منه لهم ولا براءة منهم.
* * * فاما قوله عليه السلام: (ورجل سمع من رسول الله شيئا ولم يحفظه على وجهه فوهم فيه) فقد وقع ذلك وقال أصحابنا في الخبر الذي رواه عبد الله بن عمر (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) إن ابن عباس لما روى له هذا الخبر قال ذهل ابن عمر إنما مر رسول الله صلى الله عليه وآله على قبر يهودي فقال إن أهله ليبكون عليه وانه ليعذب.
وقالوا أيضا إن عائشة أنكرت ذلك وقالت ذهل أبو عبد الرحمن كما ذهل في خبر قليب بدر إنما قال عليه السلام (انهم ليبكون عليه وانه ليعذب بجرمه).
قالوا وموضع غلطه في خبر القليب انه روى أن النبي صلى الله عليه وآله وقف على قليب بدر فقال (هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا) ثم قال (انهم يسمعون ما أقول لهم) فأنكرت عائشة ذلك وقالت إنما (قال إنهم يعلمون أن الذي كنت أقوله لهم هو الحق) واستشهد بقوله تعالى (انك لا تسمع الموتى). (1) فاما الرجل الثالث وهو الذي يسمع المنسوخ ولم يسمع الناسخ فقد وقع كثيرا وكتب الحديث والفقه مشحونة بذلك كالذين أباحوا لحوم الحمر الأهلية لخبر رووه في ذلك ولم يرووا الخبر الناسخ.
واما الرجل الرابع فهم العلماء الراسخون في العلم.
واما قوله عليه السلام: (وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له)