شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١١ - الصفحة ٥٤
كانتا رتقا ففتقناهما) (1) وهذا هو صريح قوله عليه السلام: (ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها) والى قوله تعالى (وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم) (2) والى ما ورد في الخبر من أن الأرض مدحوة على الماء وأن الرياح تسوق السحب إلى الماء نازلة ثم تسوقها عنه صاعدة بعد امتلائها ثم تمطر.
واما النظر الحكمي فمطابق لكلامه إذا تأمله المتأمل وحمله على المحمل العقلي وذلك لان الأرض هي آخر طبقات العناصر وقبلها عنصر الماء وهو محيط بالأرض كلها الا ما برز منها وهو مقدار الربع من كرة الأرض على ما ذكره علماء هذا الفن وبرهنوا عليه فهذا تفسير قوله عليه السلام: (يحملها الأخضر المثعنجر).
واما قوله (ووقف الجاري منه لخشيته) فلا يدل دلالة قاطعة على أنه كان جاريا ووقف ولكن ذلك كلام خرج مخرج التعظيم والتبجيل ومعناه أن الماء طبعه الجريان والسيلان فهو جار بالقوة وإن لم يكن جاريا بالفعل وإنما وقف ولم يجر بالفعل بقدرة الله تعالى المانعة له من السيلان وليس قوله (ورست أصولها في الماء) مما ينافي النظر العقلي لأنه لم يقل (ورست أصولها في ماء البحر) ولكنه قال (في الماء) ولا شبهة في أن أصول الجبال راسية في الماء المتخلخل بين اجزاء الأرض فان الأرض كلها يتخلخل الماء بين اجزائها على طريق استحالة البخار من الصورة الهوائية إلى الصورة المائية.
وليس ذكره للجبال وكونها مانعة للأرض من الحركة بمناف أيضا للنظر الحكمي لان الجبال في الحقيقة قد تمنع من الزلزلة إذا وجدت أسبابها الفاعلة فيكون ثقلها مانعا من الهدة والرجفة.

(١) سورة الأنبياء ٣٠ (2) سورة الأنبياء 31
(٥٤)
مفاتيح البحث: سورة الأنبياء (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 196 - ومن كلام له عليه السلام في أن الدنيا دار مجاز 3
2 197 - من كلام له كان ينادي به أصحابه، وفيها يذكر بأمر الموت 5
3 198 - ومن كلام له عليه السلام كلم به طلحة والزبير عندما نقما عليه 7
4 عدم الرجوع إليهما في الرأي من أخبار طلحة والزبير 10
5 199 - ومن كلامه عليه السلام وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين 21
6 200 - ومن كلام له عليه السلام في بعض أيام صفين وقد رأي الحسن ابنه عليه السلام 25
7 201 - ومن كلام له عليه السلام لما اضطرب عليه أصحابه في أمر الحكومة 29
8 202 - ومن كلام له عليه السلام بالبصرة، وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي، وهو من أصحابه، يعوده 32
9 ذكر بعض مقامات العارفين والزهاد 34
10 203 - ومن كلام له عليه السلام وقد سأله سائل عن أحاديث البدع، وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر 38
11 ذكر بعض أحوال المنافقين بعد وفاة محمد عليه السلام 41
12 ذكر بعض ما منى به آل البيت من الأذى والاضطهاد 43
13 فصل فيما وضع الشيعة والبكرية من الأحاديث 48
14 204 - ومن خطبة له عليه السلام في تمجيد الله ووصف خلق الأرض 51
15 205 - من خطبة له عليه السلام فيمن أعرض عن النصح، ونكص عن نصرة الله 60
16 206 - من خطبة له عليه السلام في ذكر النبي عليه السلام، وأنه خير خلقه 65
17 ذكر بعض المطاعن في النسب وكلام للجاحظ في ذلك 67
18 ذكر بعض أحوال العارفين والأولياء 72
19 208 - من كلام له عليه السلام كان يدعو به كثيرا 84
20 209 - من خطبة له عليه السلام خطبها بصفين 88
21 فصل فيما ورد من الآثار فيما يصلح الملك 93
22 الآثار الواردة في العدل والإنصاف 97
23 210 - من كلام له عليه السلام رد فيه على رجل من أصحابه أكثر الثناء عليه 101
24 211 - من كلام له عليه السلام يشكو فيه أمر قريش معه 109
25 فصل في أن جعفرا وحمزة لو كانا حيين لبايعا عليا 115
26 212 - من كلام له عليه السلام في ذكر السائرين إلى البصرة لحربه عليه السلام 121
27 213 - من كلام له عليه السلام لما مر بطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن ابن عتاب بن أسيد، وهما قتيلان يوم الجمل 123
28 عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد 123
29 بدو جمح 125
30 214 - من كلام له عليه السلام، يصف فيه أحوال تقي عارف بالله 127
31 فصل في مجاهدة النفوس وما ورد في ذلك من الآثار 127
32 فصل في الرياضة النفسية وأقسامها 134
33 فصل في أن الجوع يؤثر في صفاء النفس 137
34 كلام للفلاسفة والحكماء في المكاشفات الناشئة عن الرياضة 137
35 215 - من كلام له عليه السلام يحث فيه أصحابه على الجهاد 142
36 216 - من كلام له عليه السلام قاله بعد تلاوته: (ألهاكم التكاثر) 145
37 بعض الأشعار والحكايات في وصف القبور والموتى 156
38 إيراد أشعار وحكايات في وصف الموت وأحوال الموتى 168
39 217 - ومن كلام له عليه السلام قاله عند تلاوته: (يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) 176
40 بيان أحوال العارفين 181
41 218 - من كلام له عليه السلام قاله عند تلاوته: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) 238
42 219 - من كلام له عليه السلام في تهويل الظلم وتبرئه منه وبيان صغر الدنيا في نظره 245
43 نبذ من أخبار عقيل بن أبي طالب 250
44 220 - من دعاء له عليه السلام 255
45 221 - من خطبة له عليه السلام في ذم الدنيا ووصف سكان القبور 257
46 ذكر الآثار والأشعار الواردة في ذم الدنيا 259
47 222 - ومن دعائه عليه السلام أيضا 267
48 أدعية فصيحة لأبي حيان التوحيدي 271