الماء والأرض يقتضيان النزول والهبوط وقعت الممانعة والمدافعة فلزم من ذلك وقوف الماء والأرض في الوسط.
قالوا ثم إن النار لا تزال يتزايد تأثيرها في إسخان الماء وينضاف إلى ذلك حر الشمس والكواكب إلى أن تبلغ البحار والعنصر المائي غايتهما في الغليان والفوران فيتصاعد بخار عظيم إلى الأفلاك شديد السخونة وينضاف إلى ذلك حر فلك الأثير الملاصق للأفلاك فتذوب الأفلاك كما يذوب الرصاص وتتهافت وتتساقط وتصير كالمهل الشديد الحرارة ونفوس البشر على قسمين أحدهما ما تجوهر وصار مجردا بطريق العلوم والمعارف وقطع العلائق الجسمانية حيث كان مدبرا للبدن والاخر ما بقي على جسمانيته بطريق خلوة من العلوم والمعارف وانغماسه في اللذات والشهوات الجسمانية فاما الأول فإنه يلتحق بالنفس الكلية المجردة ويخلص من دائرة هذا العالم بالكلية واما الثاني فإنه تنصب عليه تلك الأجسام الفلكية الذائبة فيحترق بالكلية ويتعذب ويلقى آلاما شديدة.
قالوا هذا هو باطن ما وردت به الرواية من العذاب عليها وخراب العالم والأفلاك وانهدامها.
* * * ثم نعود إلى شرح الألفاظ قوله عليه السلام: (فاستمسكت) أي وقفت وثبتت.
والهاء في (حدة) تعود إلى امره أي قامت على حد ما أمرت به أي لم تتجاوزه ولا تعدته.
والأخضر البحر ويسمى أيضا (خضارة) معرفه غير مصروف والعرب تسميه بذلك اما لأنه يصف لون السماء فيرى أخضر أو لأنه يرى اسود لصفائه فيطلقون عليه لفظ