قوله (ولا يأذنون للقواصف) أي لا يسمعون الأصوات الشديدة أذنت لكذا أي سمعته.
وجمع الغائب غيب وغيب وكلاهما مروي هاهنا وأراد انهم شهود في الصورة وغير حاضرين في المعنى.
وآلاف على فعال جمع آلف كالطراق جمع طارق والسمار جمع سامر والكفار جمع كافر.
* * * ثم ذكر انه لم تعم اخبارهم أي لم تستبهم اخبارهم وتنقطع عن بعد عهد بهم ولا عن بعد منزل لهم وإنما سقوا كأس المنون التي أخرستهم بعد النطق وأصمتهم بعد السمع وأسكنتهم بعد الحركة.
وقوله (وبالسمع صمما) أي لم يسمعوا فيها نداء المنادى ولا نوح النائح أو لم يسمع في قبورهم صوت منهم.
قوله (فكأنهم في ارتجال الصفة) أي إذا وصفهم الواصف مرتجلا غير مترو في الصفة ولا متهئ للقول.
قال (كأنهم صرعى سبات) وهو نوم لأنه لا فرق في الصورة بين الميت حال موته والنائم المسبوت * * * ثم وصفهم بأنهم جيران الا انهم لا مؤانسة بينهم كجيران الدنيا وانهم أحباء الا انهم لا يتزاورون كالأحباب من أهل الدنيا.
وقوله (أحباء) جمع حبيب كخليل وأخلاء وصديق وأصدقاء.
ثم ذكر أن عرا التعارف قد بليت منهم وانقطعت بينهم أسباب الإخاء وهذه كلها استعارات لطيفة مستحسنة.