ما كان يجده وتولدت فيه فترات علل آنس ما كان بصحته ففزع إلى ما كان عوده الأطباء من تسكين الحار بالقار وتحريك البارد بالحار فلم يطفئ ببارد الا ثور حرارة ولا حرك بحار الا هيج برودة ولا اعتدل بممازج لتلك الطبائع الا أمد منها كل ذات داء حتى فتر معللة وذهل ممرضه وتعايا أهله بصفة دائه وخرسوا عن جواب السائلين عنه وتنازعوا دونه شجى خبر يكتمونه فقائل هو لما به وممن لهم إياب عافيته ومصبر لهم على فقده يذكرهم أسى الماضين من قبله فبينا هو كذلك على جناح من فراق الدنيا وترك الأحبة إذ عرض له عارض من غصصه فتحيرت نوافذ فطنته ويبست رطوبة لسانه فكم من مهم من جوابه عرفه فعي عن رده ودعاء مؤلم بقلبه سمعه فتصام عنه من كبير كان يعظمه أو صغير كان يرحمه وإن للموت لغمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفة أو تعتدل على عقول أهل الدنيا.
* * * الشرح:
هذا موضع المثل (ملعا (1) يا ظليم والا فالتخوية) من أراد أن يعظ ويخوف ويقرع صفاة القلب ويعرف الناس قدر الدنيا وتصرفها بأهلها فليأت بمثل هذه الموعظة في مثل هذا الكلام الفصيح والا فليمسك فان السكوت استر والعي خير من منطق يفضح صاحبه ومن تأمل هذا الفصل علم صدق معاوية في قوله فيه (والله ما سن