إلى مباءة أي إلى منزل يعظم حاله عن أن يبلغه خوف خائف أو رجاء راج وتلك المباءة هي النار أو الجنة و تقول قد استباء الرجل أي اتخذ مباءة وأبات الإبل رددتها إلى مباءتها وهي معاطنها.
ثم قال (فلو كانوا ينطقون بها لعيوا) بتشديد الياء قال الشاعر عيوا بأمرهم كما * عيت ببيضتها الحمامة جعلت لها عودين من * نشم وآخر من ثمامة.
وروى (لعيوا) بالتخفيف كما تقول (حيوا) قالوا ذهبت الياء الثانية لالتقاء الساكنين لان الواو ساكنة وضمت الياء الأولى لأجل الواو قال الشاعر وكنا حسبناهم فوارس كهمس * حيوا بعد ما ماتوا من الدهر اعصرا.
قوله (لقد رجعت فيهم) يقال رجع البصر نفسه ورجع زيد بصره يتعدى ولا يتعدى يقول تكلموا معنى لا صورة فأدركت حالهم بالابصار والاسماع العقلية لا الحسية وكلحت الوجوه كلوحا وكلاحا وهو تكشر في عبوس.
والنواضر النواعم والنضرة الحسن والرونق.
وخوت الأجساد النواعم خلت من دمها ورطوبتها وحشوتها ويجوز أن يكون خوت أي سقطت قال تعالى ﴿فهي خاوية على عروشها﴾ (1) والاهدام جمع هدم وهو الثوب البالي قال أوس وذات هدم عار نواشرها * تصمت بالماء تولبا جذعا (2)