وهذا كثير جدا يناسب قوله (لا تجتمع عزيمة ووليمة) ومثل قوله (ما انقض النوم لعزائم اليوم) قول الشاعر فتى لا ينام على عزمه * ومن صمم العزم لم يرقد وقوله (وامحى الظلم لتذاكير الهمم) أي الظلم التي ينام فيها لا كل الظلم الا ترى انه إذا لم ينم في الظلمة بل كان عنده من شدة العزم وقوة التصميم ما لا ينام معه فان الظلمة لا تمحو تذاكير هممه والتذاكير جمع تذكار.
والمثلان الأولان أحسن من الثالث وكان الثالث من تتمه الثاني وقد قالت العرب في الجاهلية هذا المعنى وجاء في القرآن العزيز ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله الا إن نصر الله قريب﴾ (1).
وهذا مثل قوله (لا تجتمع عزيمة ووليمة) أي لا يجتمع لكم دخول الجنة والدعة والقعود عن مشقة الحرب