وأنت ادعيت الاجماع فقال إن الاجماع قد سبق هذا القائل وكل قول قد سبقه الاجماع لا يعتد به.
فلما خرجت من عند النقيب أبى جعفر بحثت في ذلك اليوم في هذا الموضوع مع احمد ابن جعفر الواسطي رحمه الله وكان ذا فضل وعقل وكان إمامي المذهب فقال لي صدق النقيب فيما قال ا لست تعلم أن أصحابكم المعتزلة على قولين أحدهما أن أكثر المسلمين ثوابا أبو بكر والاخر أن أكثرهم ثوابا على وأصحابنا يقولون أن أكثر المسلمين ثوابا على وكذلك الزيدية واما الأشعرية والكرامية وأهل الحديث فيقولون أكثر المسلمين ثوابا أبو بكر فقد خلص من مجموع هذه الأقوال أن ثواب حمزة وجعفر دون ثواب علي عليه السلام اما على قول الإمامية والزيدية والبغداديين كافة وكثير من البصريين من المعتزلة فالامر ظاهر واما الباقون فعندهم أن أكثر المسلمين ثوابا أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم على ولم يذهب ذاهب إلى أن ثواب حمزة وجعفر أكثر من ثواب على من جميع الفرق فقد ثبت الاجماع الذي ذكره النقيب إذا فسرنا الأفضلية بالأكثرية ثوابا وهو التفسير الذي يقع الحجاج والجدال في اثباته لأحد الرجلين وأما إذا فسرنا الأفضلية بزيادة المناقب والخصائص وكثرة النصوص الدالة على التعظيم فمعلوم أن أحدا من الناس لا يقارب عليا عليه السلام في ذلك لا جعفر ولا حمزة ولا غيرهما.
ثم وقع بيدي بعد ذلك كتاب لشيخنا أبى جعفر الإسكافي ذكر فيه أن مذهب بشر بن المعتمر وأبي موسى وجعفر بن مبشر وسائر قدماء البغداديين أن أفضل المسلمين علي بن أبي طالب ثم ابنه الحسن ثم ابنه الحسين ثم حمزة بن عبد المطلب ثم جعفر بن أبي طالب ثم أبو بكر بن أبي قحافة ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان