سنين وقد كانت له خصائص ومناقب كثيرة وقال فيه النبي صلى الله عليه وآله قولا شريفا اتفق عليه المحدثون قال له لما افتخر هو وعلى وزيد بن حارثة وتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله (اشبهت خلقي وخلقي) فخجل فرحا ثم قال لزيد (أنت مولانا وصاحبنا) فخجل أيضا ثم قال لعلي (أنت أخي وخالصتي) قالوا فلم يخجل قالوا كان ترادف التعظيم له وتكرره عليه لم يجعل عنده للقول ذلك الموضع وكان غيره إذا عظم عظم نادرا فيحسن موقعه عنده واختلف الناس في أي المدحتين أعظم.
فقلت له قد وقفت لأبي حيان التوحيدي في كتاب (البصائر) على فصل عجيب يمازج ما نحن فيه قال في الجزء الخامس من هذا الكتاب سمعت قاضى القضاة أبا سعد بشر بن الحسين - وما رأيت رجلا أقوى منه في الجدل - في مناظرة جرت بينه وبين أبى عبد الله الطبري وقد جرى حديث جعفر بن أبي طالب وحديث إسلامه والتفاضل بينه وبين أخيه على فقال القاضي أبو سعد إذا أنعم النظر علم أن اسلام جعفر كان بعد بلوغ واسلام البالغ لا يكون الا بعد استبصار وتبين و معرفة بقبح ما يخرج منه وحسن ما يدخل فيه وإن اسلام على مختلف في حاله وذلك أنه قد ظن أنه كان عن تلقين لا تبيين إلى حين بلوغه واوان تعقبه ونظره وقد علم أيضا انهما قتلا وإن قتله جعفر شهادة بالاجمال وقتله على فيها أشد الاختلاف ثم خص الله جعفرا بان قبضه إلى الجنة قبل ظهور التباين واضطراب الحبل وكثرة الهرج وعلى انه لو انعقد الاجماع وتظاهر جميع الناس على أن القتلتين شهادة لكانت الحال في الذي رفع إليها جعفر أغلظ وأعظم وذلك أنه قتل مقبلا غير مدبر واما على فإنه اغتيل اغتيالا وقصد من حيث لا يعلم وشتان ما بين من فوجئ بالموت وبين من عاين مخايل الموت