الفتى يا أمير المؤمنين منذ اليوم قال إنه قام عنى وعنه نسوة لم يقمن عنك وعبد الرحمن هذا هو الذي احتملت العقاب كفه يوم الجمل وفيها خاتمه فألقتها باليمامة فعرفت بخاتمه وعلم أهل اليمامة بالوقعة.
* * * ورأيت في شرح نهج البلاغة للقطب الراوندي في هذا الفصل عجائب وطرائف فأحببت أن أوردها هاهنا منها أنه قال في تفسير قوله عليه السلام: (أدركت وترى (1) من بنى عبد مناف) قال يعنى طلحة والزبير كانا من بنى عبد مناف وهذا غلط قبيح لان طلحة من تيم بن مرة والزبير من أسد بن عبد العزى بن قصي وليس أحد منهما من بنى عبد مناف وولد عبد مناف أربعة هاشم وعبد شمس ونوفل وعبد المطلب فكل من لم يكن من ولد هؤلاء الأربعة فليس من ولد عبد مناف.
ومنها أنه قال إن مروان بن الحكم من بنى جمح ولقد كان هذا الفقيه رحمه الله بعيدا عن معرفة الأنساب مروان من بنى أمية بن عبد شمس وبنو جمح من بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب واسم جمح تيم بن عمرو بن هصيص وأخوه سهم بن عمرو بن هصيص رهط عمرو بن العاص فأين هؤلاء وأين مروان ابن الحكم.
ومنها أنه قال (وأفلتتني أغيار بنى جمح) بالغين المعجمة قال هو جمع غير الذي بمعنى (سوى) وهذا لم يرو ولا مثله مما يتكلم به أمير المؤمنين لركته وبعده عن طريقته فإنه يكون قد عدل عن أن يقول (ولم يفلتني الا بنو جمح) إلى مثل هذه العبارة الركيكة المتعسفة