على وعبد الله بن علي وصالح بن علي وسليمان بن علي وعيسى بن علي وإسماعيل ابن علي وعبد الصمد بن علي خدموا ابن أخيهم - وهو عبد الله السفاح بن محمد بن علي - وبايعوه وتابعوه وكانوا أمراء جيوشه وأنصاره وأعوانه الست ترى حمزة والعباس اتبعا ابن أخيهما صلوات الله عليه وأطاعاه ورضيا برياسته وصدقا دعوته الست تعلم أن أبا طالب كان رئيس بني هاشم وشيخهم والمطاع فيهم وكان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله يتيمه ومكفوله وجاريا مجرى أحد أولاده عنده ثم خضع له واعترف بصدقه ودان لامره حتى مدحه بالشعر كما يمدح الأدنى الأعلى فقال فيه وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل (1) يطيف به الهلاك من آل هاشم * فهم عنده في نعمة وفواضل وإن سرا اختص به محمد صلى الله عليه وآله حتى أقام أبا طالب - وحاله معه حاله - مقام المادح له لسر عظيم وخاصية شريفة وإن في هذا لمعتبر عبرة أن يكون هذا الانسان الفقير الذي لا أنصار له ولا أعوان معه ولا يستطيع الدفاع عن نفسه فضلا عن أن يقهر غيره تعمل دعوته وأقواله في الأنفس ما تعمله الخمر في الأبدان المعتدلة المزاج حتى تطيعه أعمامه ويعظمه مربيه وكافله ومن هو إلى آخر عمره القيم بنفقته وغذاء بدنه وكسوة جسده حتى يمدحه بالشعر كما يمدح الشعراء الملوك والرؤساء وهذا في باب المعجزات عند المنصف أعظم من انشقاق القمر وانقلاب العصا ومن أنباء القوم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم.
ثم قال رحمه الله كيف قلت أظن أن جعفرا كان يبايعه ويتابعه ولا أظن في حمزة ذلك إن كنت قلت ذلك لأنه أخوه فإنه أعلى منه سنا هو أكبر من على بعشر