وتلقاه بالنحر والصدر وعجل إلى الله بالايمان والصدق الا تعلم أن جعفرا قطعت يمناه فامسك اللواء بيسراه وقطعت يسراه فضم اللواء إلى حشاه ثم قاتله ظاهر الشرك بالله وقاتل على ممن صلى إلى القبلة و شهد الشهادة وأقدم عليه بتأويل وقاتل جعفر كافر بالنص الذي لا خلاف فيه اما تعلم أن جعفرا ذو الجناحين وذو الهجرتين إلى الحبشة والمدينة.
قال النقيب رحمه الله اعلم - فداك شيخك - أن أبا حيان رجل ملحد زنديق يحب التلاعب بالدين ويخرج ما في نفسه فيعزوه إلى قوم لم يقولوه وأقسم بالله أن القاضي أبا سعد لم يقل من هذا الكلام لفظة واحدة ولكنها من موضوعات أبى حيان وأكاذيبه وترهاته كما يسند إلى القاضي أبى حامد المروروذي كل منكر ويروى عنه كل فاقرة.
ثم قال يا أبا حيان مقصودك أن تجعلها مسألة خلاف تثير بها فتنة بين الطالبيين لتجعل بأسهم بينهم وكيف تقلبت الأحوال فالفخر لهم لم يخرج عنهم.
ثم ضحك رحمه الله حتى استلقى ومد رجليه وقال هذا كلام يستغنى عن الإطالة في ابطاله باجماع المسلمين فإنه لا خلاف بين المسلمين في أن عليا أفضل من جعفر وإنما سرق أبو حيان هذا المعنى الذي أشار إليه من رسالة المنصور أبى جعفر إلى محمد بن عبد الله النفس الزكية قال له وكانت بنو أمية يلعنون أباك في أدبار الصلوات المكتوبات كما تلعن الكفرة فعنفناهم وكفرناهم وبينا فضله وأشدنا بذكره فاتخذت ذلك علينا حجة وظننت انه لما ذكرناه من فضله انا قدمناه على حمزة والعباس وجعفر أولئك مضوا سالمين مسلمين منهم وابتلى أبوك بالدماء.
فقلت له رحمه الله وإذا لا اجماع في المسألة لان المنصور لم يقل بتفضيله عليهم