ولكن للانتفاع به ولو انك أردته للذكر لكان أحسن الذكر عند العقلاء أن يقال إنه لا ينفرد برأيه دون ذوي الرأي من اخوانه.
* * * ومنها أن يقال ما معنى قوله عليه السلام: (وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء...) إلى قوله (لا بد من امضائها) فنقول إن معناه أن بعض من يكره الإطراء والثناء قد يحب ذلك بعد البلاء والاختبار كما قال مرداس بن أدية لزياد إنما الثناء بعد البلاء وإنما نثني بعد أن نبتلى فقال لو فرضنا أن ذلك سائغ وجائز وغير قبيح لم يجز لكم أن تثنوا على في وجهي ولا جاز لي أن أسمعه منكم لأنه قد بقيت علي بقية لم افرغ من أدائها وفرائض لم أمضها بعد ولا بد لي من امضائها وإذا لم يتم البلاء الذي قد فرضنا أن الثناء يحسن بعده لم يحسن الثناء.
* * * ومعنى قوله (لاخراجي نفسي إلى الله وإليكم) أي لاعترافي بين يدي الله وبمحضر منكم أن على حقوقا في إيالتكم ورياستي عليكم لم أقم بها بعد وأرجو من الله القيام بها.
* * * ومنها أن يقال ما معنى قوله (فلا تخالطوني بالمصانعة) فنقول إن معناه لا تصانعوني بالمدح والإطراء عن عمل الحق كما يصانع به كثير من الولاة الذين يستفزهم المدح ويستخفهم الإطراء والثناء فيغمضون عن اعتماد كثير من الحق مكافاة لما صونعوا به من التقريظ والتزكية والنفاق.
* * * ومنها قوله عليه السلام: فإني لست بفوق أن أخطئ هذا اعتراف منه عليه السلام بعدم العصمة فاما أن يكون الكلام على ظاهره أو يكون قاله على سبيل هضم