شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١١ - الصفحة ١٢٩
فليست فرحة الأوبات الا * لموقوف على ترح الوداع (1) تعجب إن رأت جسمي نحيلا * كان المجد يدرك بالصراع (2) أخو النكبات من يأوي إذا ما * أطفن به إلى خلق وساع (3) يثير عجاجة في كل فج * يهيم به عدى بن الرقاع (4) ابن مع السباع الماء حتى * لخالته السباع من السباع وقال أيضا:
فاطلب هدوءا بالتقلقل واستثر * بالعيس من تحت السهاد هجودا (5) ما إن ترى الأحساب بيضا وضحا * الا بحيث ترى المنايا سودا (6) وجاء في الحديث أن فاطمة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بكسرة خبز فقال ما هذه قالت قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك منه بهذه الكسرة فأكلها وقال (اما انها لأول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث).
وكان يقال ينابيع الحكمة من الجوع وكسر عادية النفس بالمجاهدة.

(1) قال في شرحه (أي لمن يعرف ترح الوداع من قولهم وقفت فلانا على أمري فهو موقوف عليه أي من لم يجد ألما للفراق لم يجد فرحا باللقاء (2) الديوان (توجع إن رأت) (3) رواية الديوان:
فتى النكبات من يأوي إذا ما * قطفن به إلى خلق وساع وقال في شرحه (قطفن من قولهم دابة قطوف ويروى (أطفن به) ويروى (أضفن به) يقول هو صاحب النكبات والشدائد يرتكبها ويأوي إلى خلق واسع إذا ضيقن في مذاهبه وأحطن به) (4) في الديوان (في كل ثغر) (5) ديوانه 1: 416، 422 قال في شرحه (أي اطلب بالحركة في الاسفار سكونا ودعة فيما بعد وبالأرق نوما وقوله (بالعيس) أي بركوب العيس ومن تحت السهاد أي من تحت الصبر على السهاد (6) أي من لم يصبر في معركة الابطال لم يذكر.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست