فيه ويتعب، كقولهم: ليل نائم، أي ينام فيه، ويوم عاصف، أي تعصف فيه الريح.
واستعبدت فلانا: اتخذته عبدا. والضراء: الشدة.
ومعتبر (١): مصدر بمعنى الاعتبار. ومصاحها: جمع مصحة (مفعلة) من الصحة، كمضار جمع مضرة. وصفه سبحانه بأنه معروف بالأدلة، لا من طريق الرؤية كما تعرف المرئيات، وبأنه يخلق الأشياء ولا يتعب كما يتعب الواحد منا فيما يزاوله ويباشر من أفعاله.
خلق الخلائق بقدرته على خلقهم، لا بحركة واعتماد، وأسبغ النعمة عليهم: أوسعها.
واستعبد الذين يدعون في الدنيا أربابا بعزه وقهره.
وساد كل عظيم بسعة جوده، وأسكن الدنيا خلقه، كما ورد في الكتاب العزيز:
﴿إني جاعل في الأرض خليفة﴾ (٢).
وبعث رسله إلى الجن والإنس، كما ورد في الكتاب العزيز: ﴿يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا﴾ (3).
قال: (ليكشفوا لهم عن غطاء الدنيا)، أي عن عوراتها وعيوبها المستورة، وليخوفوهم من مضرتها وغرورها المفضى إلى عذاب الأبد.
وليضربوا لهم أمثالها، كالأمثال الواردة في الكتاب العزيز، نحو قوله تعالى: (إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض...) الآية. (4) قوله: (وليهجموا عليهم)، هجمت على الرجل: دخلت عليه بغتة، يقول: ليدخلوا عليهم بما في تصاريف الدنيا، من الامن (5) الصحة والسقم، وما أحل وما حرم على طريق الابتلاء.