شهادته كشهادة رجلين، لقصة مشهورة (1)، يكنى أبا عمارة، شهد بدرا وما بعدها من المشاهد، وكانت راية بنى خطمة بيده يوم الفتح.
قال أبو عمر بن عبد البر في كتاب (الاستيعاب) (2): وشهد صفين مع علي بن أبي طالب عليه السلام، فلما قتل عمار قاتل حتى قتل.
قال أبو عمر: وقد روى حديث مقتله بصفين من وجوه كثيرة، ذكرناها في كتاب الاستيعاب عن ولد ولده، وهو محمد بن عمارة بن خزيمة ذي الشهادة، وأنه كان يقول في صفين: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (تقتل عمارا الفئة الباغية)، ثم قاتل حتى قتل.
* * * قلت: ومن غريب ما وقعت عليه من العصبية القبيحة، أن أبا حيان التوحيدي قال في كتاب البصائر: إن خزيمة بن ثابت المقتول مع علي عليه السلام بصفين، ليس هو خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين، بل آخر من الأنصار صحابي اسمه خزيمة بن ثابت، وهذا خطأ، لان كتب الحديث والنسب تنطق بأنه لم يكن في الصحابة من الأنصار، ولا من غير الأنصار خزيمة بن ثابت إلا ذو الشهادتين، وإنما الهوى لا دواء له، على أن الطبري صاحب التاريخ قد سبق أبا حيان بهذا القول، ومن كتابه نقل أبو حيان، والكتب الموضوعة لأسماء الصحابة تشهد بخلاف ما ذكراه، ثم أي حاجة لناصري أمير المؤمنين أن يتكثروا بخزيمة، وأبى الهيثم، وعمار وغيرهم! لو أنصف هذا الرجل