(المحتجة)، فمن قال: (المحتجة)، أراد أنها بما فيها من لطيف الصنعة كالمحتجة المستدلة على التدبير الحكمي من لدنه سبحانه، ومن قال: (المحتجبة) أراد المستترة، لان تركيبها الباطن خفى محجوب.
والند: المثل. والعادلون بك: الذين جعلوا لك عديلا ونظيرا. ونحلوك: أعطوك، وهي النحلة، وروى: (لم يعقد) على ما لم يسم فاعله.
وغيب ضميره، بالرفع. والقرائح: جمع قريحة، وهي القوة التي تستنبط بها المعقولات، وأصله من قريحة البئر، وهو أول مائها.
ومعنى هذا الفصل أنه عليه السلام شهد بأن المجسم كافر، وأنه لا يعرف الله، وأن من شبه الله بالمخلوقين ذوي الأعضاء المتباينة، والمفاصل المتلاحمة، لم يعرفه ولم يباشر قلبه اليقين، فإنه لا ند له ولا مثل، ثم أكد ذلك بآيات من كتاب الله تعالى، وهي قوله تعالى: ﴿فكبكبوا فيها هم والغاوون. وجنود إبليس أجمعون. قالوا وهم فيها يختصمون. تالله إن كنا لفي ضلال مبين. إذ نسويكم برب العالمين﴾ (1). حكى سبحانه حكاية قول الكفار في النار، وهم التابعون للذين أغووهم من الشياطين وهم المتبوعون: لقد كنا ضالين إذ سويناكم بالله تعالى، وجعلناكم مثله، ووجه الحجة أنه تعالى حكى ذلك حكاية منكر على من زعم أن شيئا من الأشياء يجوز تسويته بالباري سبحانه، فلو كان الباري سبحانه جسما مصورا، لكان مشابها لسائر الأجسام المصورة، فلم يكن لانكاره على من سواه بالمخلوقات معنى.
ثم زاد عليه السلام في تأكيد هذا المعنى، فقال: (كذب العادلون بك، المثبتون لك نظيرا وشبيها، يعنى المشبهة والمجسمة، إذ قالوا: إنك على صورة آدم، فشبهوك بالأصنام التي