[خبر مقتل الامام علي كرم الله وجهه] ويجب أن نذكر في هذا الموضع مقتله عليه السلام، وأصح ما ورد في ذلك ما ذكره أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين (1).
قال أبو الفرج علي بن الحسين - بعد أسانيد ذكرها مختلفة متفرقة، تجتمع على معنى واحد نحن ذاكروه: إن نفرا من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا أمر المسلمين، فعابوهم وعابوا أعمالهم عليهم، وذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم، وقال بعضهم لبعض: لو أنا شرينا أنفسنا لله عز وجل فأتينا أئمة الضلال، وطلبنا غرتهم، وأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا بإخواننا الشهداء بالنهروان!
فتعاقدوا عند انقضاء الحج، فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا أكفيكم عليا، وقال واحد: أنا أكفيكم معاوية، وقال الثالث: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاقدوا وتواثقوا على الوفاء، وألا ينكل أحد منهم عن صاحبة الذي يتوجه إليه ولا عن قتله، واتعدوا لشهر رمضان، في الليلة التي قتل فيها ابن ملجم عليا.
قال أبو الفرج: قال أبو مخنف: قال أبو زهير العبسي: الرجلان الآخران البرك بن عبد الله التميمي، وهو صاحب معاوية، وعمرو بن بكر التميمي، وهو صاحب عمرو بن العاص.
قال: فأما صاحب معاوية فإنه قصده، فلما وقعت عينه عليه ضربه، فوقعت ضربته على أليته، وأخذ فجاء الطبيب إليه، فنظر إلى الضربة، فقال: إن السيف مسموم، فاختر إما أن أحمى لك حديدة فأجعلها في الضربة، وإما أن أسقيك دواء فتبرأ وينقطع نسلك. فقال:
أما النار فلا أطيقها، وأما النسل ففي يزيد وعبد الله ما تقر عيني، وحسبي بهما. فسقاه الدواء فعوفي وعالج جرحه حتى التأم، ولم يولد له بعد ذلك.