(87) الأصل:
ومن خطبة له عليه السلام:
أما بعد فإن لم يقصم جباري دهر قط إلا بعد تمهيل ورخاء ولم يجبر عظم أحد من الأمم إلا بعد أزل وبلاء وفى دون ما استقبلتم من عتب وما استدبرتم من خطب معتبر. وما كل ذي قلب بلبيب، ولا كل ذي سمع بسميع، ولا كل ذي ناظر ببصير.
فيا عجبا! وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتصون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصى، ولا يؤمنون بغيب، ولا يعفون عن عيب، يعملون في الشبهات، ويسيرون في الشهوات، المعروف فيهم ما عرفوا، والمنكر عندهم ما أنكروا، مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، وتعويلهم في المهمات على آرائهم، كان كل امرئ منهم إمام نفسه، قد أخذ منها فيما يرى بعرا ثقات، وأسباب محكمات.
* * * الشرح:
القصم، بالقاف والصاد المهملة: الكسر قصمته فانقصم، وقصمته فتقصم، ورجل أقصم الثنية، أي مكسورها، بين القصم، بفتح الصاد.
والتمهيل: التأخير. ويروى (رجاء) وهو التأخير أيضا، والرواية المشهورة (ورخاء)، أي بعد إعطائهم من سعة العيش وخصب الحال ما اقتضته المصلحة.