شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٢٢
بهم الشراة، فقتل المفضل وعامة أصحابه، وهرب الباقون، فلم يبق منهم أحد، فقال في ذلك سهيل مولى زينب بنت الحكم بن أبي العاص:
ليت مروان رآنا * يوم الاثنين عشيه إذ غسلنا العار عنا * وانتضينا المشرفيه قال: فلما قدم ابن عطية أتاه عمر بن عبد الرحمن، فقال له: أصلحك الله! إني جمعت قضى وقضيضي، فقاتلت هؤلاء الشراة فلقبه أهل المدينة (قضى وقضيضي).
قال أبو الفرج: وأقام ابن عطية بالمدينة شهرا، وأبو حمزة مقيم بمكة، ثم توجه إليه، فقال علي بن الحصين العبدي لأبي حمزة: إني كنت أشرت عليك يوم قديد وقبله أن تقتل الأسرى فلم تفعل، حتى قتلوا المفضل وأصحابنا المقيمين معه بالمدينة وأنا أشير عليك الآن أن تضع السيف في أهل مكة، فأنهم كفرة فجرة، ولو قد قدم ابن عطية لكانوا أشد عليك من أهل المدينة، فقال: لا أرى ذلك، لأنهم قد دخلوا في الطاعة، وأقروا بالحكم، ووجب لهم حق الولاية.
فقال: إنهم سيغدرون، فقال: ﴿ومن نكث فإنما ينكث على نفسه﴾ (1).
وقدم ابن عطية مكة فصير أصحابه فرقتين، ولقى الخوارج من وجهين، فكان هو بإزاء أبى حمزة في أسفل مكة، وجعل طائفة أخرى بالأبطح بإزاء أبرهة بن الصباح، فقتل أبرهة، كمن له ابن هبار وهو على خيل دمشق، فقتله عند بئر ميمون، والتقى ابن عطية بأبي حمزة، فخرج أهل مكة بأجمعهم مع ابن عطية، وتكاثر الناس على أبى حمزة، فقتل على فم الشعب، وقتلت معه امرأته وهي ترتجز:
أنا الجديعاء وبنت الأعلم * من سال عن اسمي فاسمي مريم

(١) سورة الفتح ١٠.
(2) الأغاني: (الجعيداء).
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175