شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٢٣
* بعت سواري بعضب مخذم (1) * وقتلت الخوارج قتلا ذريعا، وأسر منهم أربعمائة، فقال لهم ابن عطية: ويلكم!
ما دعاكم إلى الخروج مع هذا؟ فقالوا: ضمن لنا (الكنة)، يريدون (الجنة) (2) فقتلهم كلهم، وصلب أبا حمزة وأبرهة بن الصباح (3) على شعب الخيف، ودخل علي بن الحصين دارا من دور قريش، فأحدق أهل الشام بها فأحرقوها، فرمى بنفسه عليهم وقاتل، فأسر وقتل وصلب مع أبي حمزة، فلم يزالوا مصلوبين حتى أفضى الامر إلى بني هاشم (4)، فأنزلوا في خلافة أبى العباس.
قال أبو الفرج: وذكر ابن الماجشون أن ابن عطية لما التقى بأبي حمزة، قال أبو حمزة لأصحابه: لا تقاتلوهم حتى تختبروهم، فصاحوا فقالوا: يا أهل الشام، ما تقولون في القرآن؟
[والعمل به] (5)؟ فقال ابن عطية: نضعه في جوف الجوالق، قالوا: فما تقولون في اليتيم؟
قالوا: نأكل ماله ونفجر بأمه، في أشياء بلغني أنهم سئلوا عنها، فلما سمعوا كلامهم قاتلوهم حتى أمسوا، فصاحت الشراة: ويحك يا بن عطية! إن الله عز وجل قد جعل الليل سكنا فأسكن ونسكن، فأبى وقاتلهم حتى أفناهم.
قال: ولما خرج أبو حمزة من المدينة خطب، فقال: يا أهل المدينة، إنا خارجون لحرب مروان، فإن نظهر عليه نعدل في أحكامكم، ونحملكم على سنة نبيكم، وإن يكن ما تمنيتم لنا، فسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

(1) مخذم: قاطع.
(2) في الأغاني: (وهي لغتهم).
(3) في الأغاني: (ورجلين من أصحابهم).
(4) في الأغاني: (إلى بنى العباس).
(5) من الأغاني.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175